منظمة رعايه الاطفال تدعو إلى وضع حدٍّ لاستخدام ألاسلحة المتفجرة في المناطق الآهلة بالسكان
يوميا يُقتل ثلاثة أطفال جراء الصراع الدائر في اليمن


2 ديسمبر 2015 – صرحت منظمه رعايه الاطفال (Save the Children) ان ما لا يقل عن ثلاثة أطفال يلقون مصرعهم في اليمن كل يوم، والكثير منهم يفقدون أرواحهم كنتيجة مباشرة لاستخدام أشكال مختلفة من الأسلحة المتفجرة في القرى والبلدات والمدن.
و اصدرت المنظمه تقرير مؤجز جديد بعنوان "لا يوجد مكان آمن للاطفال في اليمن: الأثر القاتل للأسلحة المتفجرة في اليمن" و الذي يكشف عن تعرّض الأطفال يوميا لمخاطر من الضربات الجوية المكثفة والقصف المدفعي والهجمات الصاروخية. و بهذا الصدد تناشد المنظمه إلى حماية المدنيين و تدعو جميع الاطراف الدوليه إلى اتفاق و وقف فوري لإطلاق النار ، كما تقديم المنظمه دعمها العالي لجهود الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي للصراع.
منذ تصعيد العنف في شهر مارس، قُتل أو جرح أكثر من 1,500 طفل ، حسب مصادر الأمم المتحدة، علماً بأن العديد منهم قُتل نتيجة لأسلحة متفجرة كالصواريخ والقنابل الكبيرة التي تسقطها الطائرات، والقذائف المدفعية والصاروخية، وقذائف الهاون، والعبوات الناسفة يدوية الصنع. و الجدير ذكره ان اليمن يعاني حاليا من أعلى نسبة من الخسائر البشرية في العالم، بعد سورية، نتيجة الأسلحة المتفجرة.
و يتضمن المؤجز عرض مجموعة من تجارب الاطفال الذين تعرضوا لحالات العنف و الخطر اثناء القصف و الصراع في اليمن حيث يقولون إنهم يرتعبون من هذا القصف اليومي، ومن بينهم هولاء الاطفال الطفل زيْد البالغ من العمر 15 عاما، الذي قُتل شقيقه بضربة جوية بينما كان يلعب في الخارج. و يقول زيد، "عندما سمعت القصف، خرجت مسرعا من البيت باحثا عن اخي الصغير. فوجدت كان هناك الكثير من الناس المتجمعين حول جثث و جرحى. وشاهدت أخي مطروحاً على الأرض. لقد فقد ذراعه واحترق جسده. لقد قتل اخي بسبب القصف . قبل مقتل أخي لم أكن أشعر بالخوف. ولكنني الآن أبقى في البيت طيلة الوقت إذ أخاف كثيرا من الخروج إلى الشارع".
إن آثار الأسلحة المتفجرة على أجساد الأطفال الغضة الصغيرة أكثر حدّة بشكل ملحوظ، وغالبا ما يصابون بجروح معقّدة تستدعي عمليات جراحية وعناية متخصصة.
و صرح إدوارد سنتياغو مدير منظمه رعايه الاطفال في اليمن "من المفارقة المحزنة أن المرافق الصحية اللازمة لمعالجة الأطفال الجرحى تعرضت نفسها في الغالب للأضرار أو أنها دُمرت بالأسلحة المتفجرة ذاتها".
و اضاف "وحتى إن سلمت هذه المرافق، فإن حصار الأمر الواقع المفروض على الاستيراد، إلى جانب انعدام الأمن، والقيود على حركة العمليات الإنسانية، تؤدي كلها إلى نقص في الإمدادات الطبية والوقود اللازم لأداء العمل بالشكل المناسب. ومن المثير للصدمة أن 600 مستشفى قد أغلق الآن بسبب النقص في الإمدادات والطاقم الطبي أو نتيجة لأضرار لحقت بها."
إن انهيار النظام الصحي في اليمن يعني الآن افتقار أكثر من 14 مليون إنسان إلى الأساسيات كالمضادات الحيوية واللقاحات. وقد ازدادت احتمالات الوفاة من أمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والتهاب ذات الرئة والملاريا.
حين تستخدَم الأسلحة المتفجرة في مناطق مأهولة كالمدن والبلدات والقرى، فإنها تعرِّض المدنيين إلى أخطار كبيرة ومتوقهة جراء انتشار أثرها المدمّر في منطقة واسعة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قد أصدرا في أكتوبر الماضي "تحذيرا مشتركا" دعا الدول إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان.
إضافة إلى هذا، فإن لهذه الأسلحة "نسبة فشل" ما يعني أنها قد لا تنفجر، وتبقى كذلك حتى يلتقطها الأطفال أو يدوسون عليها وتكون النتيجة فقد الأطراف أو الموت.
يقول محمد البالغ من العمر 10 سنوات: "كنت ألعب في الشارع حين عثر أحد أصدقائي على مجسم غريب الشكل على الأرض. التقطه وراح يلعب به إلى أن بدأ يتفرقع. وبعد ثوان انفجر. أصبنا جميعا، وجاء الناس ليأخذونا إلى المستشفى. بعد ذلك علمت بأن ثلاثة من أصدقائي قد ماتوا، ومنهم أعز صديق لي. مكثت في المستشفى وقتا طويلا، وأجريت لي عدة عمليات. والآن أكره كل من يستخدم السلاح."
كما يجدر ذكره ان المركز اليمني لمكافحة الألغام (YEMAC)، وهو شريكة لمنظمة رعايه الاطفال Save the Children، بذل جهود لنزع الألغام في الجنوب، إضافة إلى تحذير الأطفال وعائلاتهم وتعريفهم بأشكال الذخائر غير المنفجرة. وإلى جانب التوعية بالألغام، فان منظمه رعايه الاطفال Save the Children على معالجة سوء التغذية وتقديم الرعاية الصحية والماء النظيف والدعم النفسي-الاجتماعي للأطفال.
و بهذا تدعو المنظمة إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن. وإلى أن يتحقق ذلك، فإنها تهيب بكل أطراف الصراع في اليمن أن يمتنعوا عن استخدام الأسلحة المتفجرة التي تنتشر آثارها على مساحة واسعة من المناطق المأهولة بالسكان.
و يضيف سانتياغو قائلا: "إن تردّد المجتمع الدولي في الإدانة العلنية للكلفة الباهظة للصراع في اليمن إنما يعطي الانطباع بأن العلاقات الدبلوماسية ومبيعات الأسلحة تفوق في أهميتها أهمية حياة أطفال اليمن"
و اكد "على العالم ألا يقف متفرجا في الوقت الذي يُقصف فيه الأطفال، بل عليه أن يطالب بحماية أرواح المدنيين والمنشآت المدنية كالمستشفيات."
انتهى







ملاحظات للمحررين:
• يمكن الاطلاع على الإيجاز عبر الرابط التالي: http://www.savethechildren.org.uk/resources/online-library/nowhere-safe-yemens-children
• خلال الأشهر السبعة التي تلت تصعيد العنف بين مارس و17 نوفمبر، تمّ التحقق من مقتل 637 طفلا، أي بمعدّل ثلاثة أطفال يوميا. ووفقا للأمم المتحدة، ورد أن 4,500 شخص قتلوا أو جرحوا جراء الأسلحة المتفجرة في اليمن خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2015: أي أعلى من أي بلد آخر أو أزمة أخرى في العالم خلال الفترة ذاتها. و أوردت الأمم المتحدة أيضا أنه في الربع الثاني من سنة 2015 كانت ثلاثة أرباع الخسائر البشرية تقريبا بين الأطفال (قتلى وجرحى) نتيجة للضربات الجوية.
• تعمل Save the Children في اليمن منذ عام 1963. وقد استطعنا منذ تصعيد الصراع في شهر مارس الوصول لأكثر من 400,000 شخص ومن بينهم أكثر من 227,000 طفل، من خلال:
• الرعاية الصحية: دعم 77 منشأة صحية ثابتة وتوفير 25 فريقا صحيا متنقل
• التغذية: معالجة سوء التغذية وتقديم فيتامينات ومكملات غذائية
• حماية الأطفال: تقديم إسعاف أولي نفسي-اجتماعي وتوفير مساحات صديقة وآمنة للأطفال
• الماء: توزيع معدات للنظافة، وفلاتر للماء، وخزانات للمياه، وإعادة تشغيل سلسلة من نقاط التزود بالماء، والمراحيض ومجمعات الصرف الصحي.
• مصادر المعيشة: تزويد أكثر من 35,000 عائلة بالأغذية أو التحويلات النقدية.

للاتصال بنا

صنعاء - حي الإذاعة القديمة - أمام البوابة الغربية للإذاعة