
تقرير النزول الميداني لرصد أوضاع الأطفال
في الجمهورية اليمنية
بناء على توصيات برلمان الأطفال في جلسته الرابعة التي عقدت مارس 2007م تحت " شعار خلو السجون وأماكن الاحتجاز من الأطفال" نفذ أعضاء برلمان الأطفال في عموم محافظات الجمهورية نزولهم الميداني الثاني الذي هدف الى التعرف على أوضاع الأطفال في مختلف المؤسسات المتعاملة معهم و شمل النزول عدد من المؤسسات منها السجون الاحتياطية والمركزية ودور الأيتام والمستشفيات وأقسام الشرطة و دور الأيتام والتوجيه و شوارع المدن للتعرف على أحوال الأطفال العاملين و نفذ النزول الميداني الثاني بالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
حيث تم تشكيل فريق ميداني في كل محافظة تكون من منسق المدرسة الديمقراطية وأعضاء البرلمان فيها ، وفي المحافظات التي يتواجد فيها عضو برلمان واحد ، تم تشكيل فريق من المنسق وبالإضافة الى عضو برلمان الأطفال و عدد من الأطفال الناشطين ، و تم النزول الى المحافظات التالية (أمانة العاصمة _ عدن _تعز _ أب _ المحويت _ المهرة _ عمران _ الحديدة _ لحج _ الضالع _ أبين _ شبوه مأرب _ الجوف _ ريمه_ حجه _ ذمار - صنعاء – البيضاء ) .
وتعذر النزول الميداني في محافظات ( صعده نتيجة للأوضاع الامنيه _ حضرموت بسبب الاجازه الصيفية و عدم القدرة على التواصل مع أعضاء برلمان محافظة حضرموت ) .
و في محافظه ذمار تم النزول الميداني و لكن تأخر النزول بسبب أصابه عضو البرلمان بعيار ناري في نفس فتره نزول جميع الفرق ، أما في محافظة حجه لم يتمكن فريق المدر سه من التواصل معه كما لم يتواجد في حجه أثناء فترة نزول الفرق ، لذا تم النزول و إرسال التقارير فيما بعد .
وفي فترة النزول الميداني التي استمرت خلال الفترة (21_26/7/2007 ) ، تمكن الأطفال من زيارة ( خمسة عشر مستشفى ، خمسه دور رعاية للأيتام في محافظات الجمهورية ، وخمسه دور رعاية للأطفال في المحافظات الجمهورية ، خمسة دور رعاية الأحداث، تسعة سجون احتياطيه و ثمانية السجون المركزية الخاصة بالأحداث ، وعدد من الشوارع المكتظة بعماله الأطفال و المدن و الأسواق العامة في عموم محافظات الجمهورية .
وقد أوضحت تقارير النزول التى قام بإعدادها الأطفال بناء على استمارة للنزول الميداني تم إعدادها مسبقا، كما تم تدريب الأطفال ( أعضاء برلمان ) أثناء حضورهم جلسه برلمان الأطفال الرابعة على كيفية تعبئتها و كتابه التقارير وعمل الرصد وقد التي أشارت التقارير أن أوضاع الأطفال في مختلف المؤسسات كانت كالتالى :- 1- السجون الاحتياطية:
في البداية تنوعت قضايا الأحداث في السجون الاحتياطية خلال فترة النزول وقد كانت قضايا الأحداث كالتالي (لواط _ سرقه _ قتل _ شروع بالقتل _ شجار _ تفجيرات _ اعتداء _ هتك عرض _ هروب من المنزل _ اغتصاب _ تشرد _ حيازة خمر و مقاومه السلطات ) .. ، وقد لوحظ في جميع السجون الاحتياطية التقصير في الأداء وعدم الاهتمام بحقوق بالأحداث أثناء القبض عليهم الى جانب سوء الأوضاع الصحية ، و البيئية و سوء التغذية و انعدام النظافة ، مع كثرة استخدام العنف أثناء التحقيق و انتهاك كافة حقوقهم القانونية من قبل القائمين على العمل في السجون خاصة باستخدام الضرب .
، كما لاحظ أعضاء برلمان الأطفال أثناء النزول الميداني أن هناك بعض اختلاط للأحداث بالمساجين الكبار داخل السجون الاحتياطية مما يودى الى اكتساب الأحداث سلوكيات غير جيده من السجناء الكبار ، و كذا احتجاز الأطفال في السجون في قضايا الثار كرهائن خاصة في محافظه (شبوه ) بالإضافة الى التعذيب من قبل المسئولين في المباحث .
كما لوحظ عدم وجود سجون احتياطيه في بعض المحافظات .
2- السجون المركزية ( الخاصة بالأحداث ) :-
لاحظت فرق النزول عدم وجود سجون مركزيه في بعض المحافظات ، وكذلك خلو السجون من الأحداث بسبب إرسالهم الى المحافظات القريبة مثل محافظات (المهرة ، لحج ) ، وقد رصد ت فرق النزول للسجون المركزية سوء المعاملة مع عدم وجود الكادر المؤهل اجتماعيا ونفسيا لمعرفة خلفيه الأحداث ، وعدم معالجة أوضاع الأحداث أو الاهتمام بإعادة تأهيلهم ، . و تعاني السجون المركزية من سوء الأوضاع الصحية و البيئية وعدم توفير الطعام والماء الكافي للأحداث ، ولوحظ وجود العنف خاصة الضرب من القائمين على رعاية الأحداث داخل السجون و عدم الاهتمام بقضايا الأحداث من قبل النيابة و المحاكم مما يؤدى إلى تأجيل الكثير من القضايا خاصة ( قضايا القتل ) ، وقد ذكر الأحداث عدم وجود محاميين لهم أثناء المحاكمات للدفاع عنهم .
3- دور رعاية الأحداث :-
ذكرت تقارير النزول الميداني أن الأوضاع سيئة في معظم دور رعاية الأحداث إضافة إلى عدم الاهتمام بالأحداث وبإعادة تأهيلهم، مع قلة تأهيل و تدريب الكادر المتعامل معهم.
وقد ذكر الأحداث أنهم تعرضوا للعنف في السجون الاحتياطية قبل وصولهم الى دور الأحداث .
ومن خلال النزول الميداني اتضح عدم وجود دور رعاية للأحداث في بعض محافظات الجمهورية منها ( لحج _ أبين _ الضالع _ مأرب _ عمران _ الجوف ).
و قد وجد في بعض دور التوجيه أطفال غير جانحين و ادخلوا إليها لأسباب مختلفة عائليه أو لعدم وجود دور لاستقبال بعض الحالات التي تصل الى النيابة فترسل الى دور التوجيه من قبل النيابة .
4- دور رعاية الأيتام :-
بالنسبة لأوضاع الأيتام في الدور المخصصة لهم فهي سيئة من جميع النواحي خاصة الأوضاع الصحية ونوع الغذاء والرعاية الاجتماعية و النفسية ، خاصة في" الأمانة " و ينطبق نفس الوضع على معظم دور رعاية الأيتام ألا أن فريق النزول الى دار الأيتام في محافظتي (تعز ، أب ) لاحظا تحسن في شكل المبنى ونوعية الرعاية ، و باقي المحافظات لا توجد فيها دور رعاية للأيتام مثل ( شبوه _ لحج _ الضالع _ مأرب _ عمران _ الجوف _ أبين ) .
و بمقارنة بسيطة بين دور رعاية الأيتام التي تشرف عليها الحكومة و الأخرى التي تشرف عليها جمعيات او جهات خيريه فان أوضاع الأطفال في دور الأيتام الحكومية سيئة للغاية من جميع النواحي .
5- الشوارع :-
تنتشر ظاهرة عمالة الأطفال في كثير من مدن الجمهورية ، و الأطفال العاملين في الشوارع تتراوح أعمارهم بين ( 6_18 ) و يعمل الأطفال في أعمال شاقة و لا تناسب أعمارهم مثل حمل الأحجار والعمل في ورش الحدادة والنجارة وسمكرة السيارات أو العمل في محطات انتظار الباصات ، الى جانب العمل كباعة متجولين للمواد البسيطة في الشوارع والجولات مما يعرضهم للخطر .
ويعد الفقر هو السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة عماله الأطفال ، و أرغام أولياء الأمور لأطفالهم للخروج و العمل مما يتسبب في تسربهم من المدارس .
و يواجه الأطفال العاملين في الشوارع الكثير من الانتهاكات الجسدية و التحرش الجنسي و اللفظي خاصة في الليل ، كما يتعرض بعض الأطفال للتحرش الجنسي أثناء عملهم في الزراعة .
و رغم أن أخر الإحصائيات الرسمية تحدثت عن 600 ألف طفل عامل الا أن الأطفال العاملين في الريف و الزراعة و هم يتعاملون مع المبيدات الحشرية و الاسمده التي تعرض صحتهم و حياتهم للخطر لم يدخلوا ضمن الاحصائيه الرسمية .
6- المستشفيات :-
بالنسبة للمستشفيات خاصة في (الأمانة) الأوضاع غير مُرضيه من جميع النواحي الصحية و البيئية و الأمراض المنتشرة بين الأطفال هي ( فقر الدم _ الاسهال _ سوء التغذية _ الحروق _ طلقات الأعيرة النارية) .
و بالنسبة للمحافظات الأخرى فالأوضاع أكثر سوءا ، كما يشكوا المرضى الأطفال وذويهم من تقصير الأطباء و عدم معرفتهم بالتشخيص وعدم الاهتمام و المتابعة ، إضافة إلى وجود الكثير من المعوقات منها انقطاع التيار الكهربائي لمده طويلة خاصة في محافظتي ( شبوه _ المهرة ) و بعض المحافظات ، إضافة إلى عدم وجود المستلزمات الأولية في المستشفيات وانتشار تناول القات و التدخين داخل غرف المرضى ، وجود مراكز صحية أو مستشفيات غير موهلة لاستقبال المرض محافظة (الجوف ) .
و من الصعوبات التى تعرض لها أعضاء برلمان الأطفال أثناء النزول الميداني في المحافظات :
- عدم تقبل فكرة برلمان الأطفال و أن من حقهم متابعه قضايا الأطفال و معرفه الأوضاع العامة .
- رفض بعض السجون الاحتياطية لدخول أعضاء البرلمان الى السجون لتفقد أوضاع الأحداث رغم وجود تصريح بدخول أماكن الاحتجاز وعدم الاهتمام بالتصريح الرسمي الموجه إليهم لتسهيل مهام البرلمان و على الرغم من ذلك تمكن أعضاء البرلمان من الدخول بعد أداء بعض الاتصالات مع قيادات وزارة الداخلية .
- عدم تقبل الأطباء في المنشآت الصحية لبرلمان الأطفال خاصة في غرف الطوارئ وعدم السماح لهم بالاطلاع على حالات الأطفال في الطوارئ خاصة في مستشفي الكويت بالامانه.
- رفض بعض الجهات دخول أعضاء البرلمان الى مؤسسات رعاية الأطفال لعدم تمكنهم من إحضار تصريح للدخول .
توصيات التقرير :-
ج
_ نوصى بالنزول الميداني الثالث في بداية السنة القادمة لقياس مدى تحسين أوضاع الأطفال في المؤسسات المتعاملة معهم أطفال .
_ ضرورة وجود محامين في جميع أقسام الشرطة و النيابة و المحاكم للدفاع عن الأحداث .
_ ضرورة تدريب و تأهيل أطباء شرعيين في جميع المحافظات ، و ونطالب بسرعة وصولهم الى مسرح الجريمة .
_ أن يحاكم كل الأحداث في محاكم مختصة وفي جميع المحافظات
- أن تخصص للأحداث دور خاصة بهم في جميع المحافظات تعمل على إعادة تأهيلهم وإصلاحهم .
_ أن يحاكم كل منتهكي حقوق الأطفال سواء في أقسام الشرطة أو السجون ( المركزية ، الاحتياطية ) أو أي مؤسسة رعائية يتواجدون فيها .
_ على جميع الجهات المتعاملة مع الأطفال تقديم المساعدة و تسهيل مهام برلمان الأطفال عند تفقدهم أوضاع الأطفال.
_ أن تعمل جميع الوزارات المعنية على تعميم تصريح دخول البرلمان الى المنشات التابعة لها و المتعاملة مع الأطفال .
_ أن يعامل كل من هو دون سن (18) سنة كحدث و ان يحاكم في محاكم الأحداث دون استثناء.
_ أن تعدل قانون الأحداث بما يتناسب مع الاتفاقية الدولية خاصة اتفاقيه حقوق الطفل .
_ أن تعمل وزارة الصحة والسكان على متابعة أوضاع الأطفال في أقسام الطوارئ و الأقسام الخاصة بالأطفال و ان توفر كافة المستلزمات الضرورية لرعاية الأطفال .
_أن تعمل الجهات الحكومية المعنية برعاية الأيتام على تحسين أوضاعهم وتدريب الكوادر العاملة معهم .
_ أن تبذل الجهات ذات العلاقة أقصى جهودها للحد من عماله الأطفال و حمايتهم من كافه أنواع الاستغلال.
يعد هذا التقرير أول تقرير يعده برلمان أطفال اليمن في جميع محافظات الجمهورية بالشراكة مع أطفال من مختلف المحافظات .
أعضاء برلمان الأطفال
المدرسة الديمقراطية
الأمانة العامة لبرلمان الأطفال